أين نحن الآن منهم .. ؟

مع كل رحلة من رحلات السفر البسيطة لدول خليجنا العزيز ، نرى التطور العمراني والسكني والثقافي ، من خلال المباني التجارية الحديثة والمدن السكنية الشاسعة والمناهج الدراسية المتطورة ، تجعلك تجزم أن هنالك إستراتيجية عامة للدولة مبنية على أسس حديثة علمية بحته ، لا على أسس تبنى على الواسطة والمحسوبية ، فلم نرى مجمعات بلا مواقف ولا مدن سكنية بلا خدمات ، ولا انقطاع للكهرباء ، ندعو الله أن يتمم عليهم ويزيدهم .
إن الغريب بالأمر أن هذه البلدان جميعها أخذت الدراسات والتجارب من الأساس من دولتنا الحبيبة التي هي أساس لكل دولة متقدمة من هذه الدول ، يأتون إلينا ليأخذوا خبراتنا بالعمل وما توصلنا إليه ، ونراهم بعد سنين متقدمين علينا بفرق شاسع إن الكويت بلد معطاءة للخبرات والدراسات ، فلماذا لا نستفيد منهم حالياً بعدما تقدموا علينا علناً نلحق بهم .

هناك من يفكر وهناك من يبدع بالتفكير وهناك من يهدم كل من سعى للتفكير في بلادنا ، والعكس صحيح بالدول المجاورة من يبدع ويفكر يكافئ بأعلى الفرص ويضع بالمراتب الأولى من الوظائف ، من يريد الإصلاح بدولتنا محارب ، مللنا ..... نعم مللنا الرجوع إلى الوراء لقد سبقونا ، ولقد أهملنا نحن أنفسنا ، إن البلد يحتاج إلى إصلاح جذري وللأسف لا نرى بالأفق أي خطط مستقبلية تستقبل أجيالنا ، بل نرى كوابيس منظمة تنتظرهم ونتأسى عليهم مما سيواجهونه من مشاكل سابقيهم .

المطلوب حالياً وفي هذه الأيام بالذات ، خطة مدروسة طويلة الأمد لجميع مرافق الدولة لتنتشلها من الضياع والتأخر ، ودعوتنا إلى أعضاء مجلس الأمة أن يطلبوا من رئيس مجلس الوزراء هذه الخطة في بداية لقاءه الأول معهم في أول جلسة مع الحكومة الجديدة .